Last Updated on ديسمبر 24, 2024 by منصة لبيب
أثبتت العديد من الدراسات أن التعامل مع الطفل بشكل لائق، والتشجيع المستمر له ومدح أفعاله الجيدة من الأمور التي تعزز السلوكيات الإيجابية للأطفال، على عكس ما يعتقد البعض، علمًا بأن التعامل معه بهذا الأسلوب يساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وبالتالي يستطيع أن يرسم مستقبله بطريقة صحيحة، والدعم النفسي للطفل والاهتمام به يشجعه على بذل مزيد من الجهد ومن أجل الانضباط واحترام القواعد والقوانين التي يتم تحديدها من قبل الوالدين والمعلمين وغيرهم، علمًا بأن هذا الأمر لابد أن يصبح من الثوابت في قواعد تنشئة الطفل بإيجابية.
السلوكيات الإيجابية للأطفال
هي عبارة عن مجموعة من الأفعال والقيم الحسنة التي يتعامل بها الطفل مع الآخرين وتتفق مع القيم والمبادئ التي يضعها المجتمع.
ويظهر ذلك هي احترام القواعد والقوانين والنظم، وكذلك التعامل بود وحب مع الآخرين، إلى جانب الاشتراك في الأعمال التطوعية، علما بأن بعض من هذه السلوكيات تكون بالفطرة وأخرى يتم اكتسابها من خلال التعامل مع الآخرين والبعض الآخر يتم تعلمها من قبل الوالدين.
كما أن عملية تعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال ما هي إلا عملية تربوية تهدف لبناء طفل سوي نفسيًا قادر على تحقيق أهدافه، وإنجاز العديد من المهام وكذلك التطور المستمر.
يلعب الأهل دور هام في هذه العملية وذلك عن طريق التأكيد على ضرورة تكرار الأفعال الجيدة، هذا إلى جانب تحقيق مقدار من التوازن عند معاقبة الطفل على السلوكيات الخاطئة والتشجيع وتقديم المكافآت عند إتباع السلوكيات الصحيحة.
كيفية تعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال
هناك العديد من الوسائل التي تعمل على تعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال، ومن أهمها ما يأتي:
أولاََ: تهيئة بيئة إيجابية
تعتبر عملية توفير بيئة إيجابية للطفل من أهم العوامل التي تساهم في خلق سلوكيات الإيجابية للأطفال، حيث أن الدعم المستمر للطفل من وسائل التنشئة السليمة.
يجب أن تعتمد بيئة الطفل على الأمان والدعم النفسي، حيث يعزز ذلك من ثقته بنفسه وبالتالي يستطيع اكتساب السلوكيات الإيجابية بطريقة أكثر بساطة وسلاسة، إلى جانب قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل أكثر فاعلية.
ثانياََ: تعلم الطفل المهارات الاجتماعية
هناك العديد من المهارات الاجتماعية وكذلك المهارات العاطفية التي تعد من الأمور المكتسبة لدى الطفل، حيث أنها عامل هام لاكتساب سلوكيات إيجابية صحيحة.
هناك عدة طرق يستطيع الطفل من خلالها تعلم هذه المهارات منها الخضوع للعديد من الأنشطة التي تدعم طرق حل المشكلات وكيفية إدارة الوقت، والطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين، والعديد من الطرق الأخرى التي تتم بمساعدة الوالدين أو المعلمين أو الأخصائيين التربويين.
ثالثاََ: الاستعانة بأحد الخبراء
تعتبر عملية تعلم السلوكيات الإيجابية من الضروريات في حياة الطفل، لكن في بعض الأحيان يكون الطفل غير قادر على اتباع الأوامر ويلزم سلوك سلبي معين يرفض التخلي عنه مهما حاول الوالدين.
لذلك هنا لابد من الاستعانة بأحد الخبراء والمتخصصين في المجال التربوي من أجل إعادة التوازن لدى الطفل والقيام بمجموعة من الأنشطة والتدريبات التي تدعم السلوكيات الإيجابية لديه، حيث أثبتت هذه الطريقة فاعلية كبيرة.
رابعاََ: استخدام الطرق الإيجابية
أكد الخبراء على ضرورة اختيار طرق إيجابية أثناء التعامل مع الطفل، حيث أن الإساءة من الأمور التي تهدم نفسية الطفل وتساهم في تكوين شخص سئ غير قادر على اتباع السلوكيات الإيجابية.
أهمية تعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال
تنطوي عملية تعزيز السلوكيات الإيجابية للأطفال على عدة فوائد وهي على النحو الآتي:
- تجعل الطفل أكثر ثقة في نفسه ومن حوله، وتساعده على الإيمان بقدرته في الوصول إلى أهدافه وتحقيق أحلامه.
- تطور العديد من المهارات لدى الطفل مثل القدرة على حل المشكلات وكذلك التفاعل مع الآخرين وعدم الخوف من النقد والاستدلال اللغوي.
- يشجعه على التفاعل مع الآخرين بشكل أكثر ثقة، إلى جانب تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية صحية تقوم على الود والحب والتفاعل، وكذلك تقبل آراء الآخرين.
- يجعل الطفل سوي نفسياََ ويكون محبوب من قبل الآخرين، كما تساعده في تحقيق أهدافه ويصبح شخص ناجح على المستوى الشخصي والمهني.
معوقات اكتساب السلوكيات الإيجابية للأطفال
توجد مجموعة من المعوقات التي تقف أمام اكتساب الأطفال السلوكيات الإيجابية الصحيحة، وهي كالتالي:
أولاََ: التعامل السيئ من قبل الأهل
تعتبر عملية تعنيف الطفل من الأمور السلبية التي تؤثر على مهارات الأطفال وتقف عائق أمام اكتساب السلوكيات الإيجابية.
ويؤدي ذلك إلى ضعف الترابط بين الأطفال والأهل، خاصة أن هذا الأمر يساهم في فقد الطفل لثقته بنفسه، وبالتالي يصبح غير قادر على التعامل بشكل تفاعلي مع أقرانه وكذلك أفراد المجتمع بشكل عام.
ثانياََ: انعدام القدرة
القدوة الحسنة أحد العوامل الغير مباشرة في عملية تعزيز اكتساب السلوكيات الإيجابية للأطفال، كما أنها الجانب العملي لهذه السلوكيات حيث تؤثر تأثير مباشر في سلوك الطفل.
إذاََ فمن الضروري أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم لأن غيابها يؤثر سلباََ عليهم وينمي لديهم السلوكيات السيئة التي تخالف العادات والتقاليد وكذلك القيم الاجتماعية والقيم الأخلاقية والدينية.
ثالثاََ: الأمراض العقلية
هناك بعض الأمراض العقلية وكذلك الاضطرابات السلوكية التي تؤثر على عملية اكتساب السلوكيات الإيجابية للأطفال، مثل تشتت الانتباه وفرط الحركة.
هذا إلى جانب الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر وكذلك الاكتئاب، لذلك لابد من اللجوء إلى المتخصصين في هذا الأمر من أجل العلاج خاصة في حال ظهور بعض السلوكيات العدوانية لدى الأطفال.
رابعاََ: عدم التواصل
تساعد عملية التواصل والتفاعل مع الآخرين على اكتساب العديد من السلوكيات الجيدة، لذلك عدم انخراط الطفل مع الآخرين من دورة أن يعيق هذه العملية.
لذلك لابد من تشجيع الأطفال على الاندماج في المجتمع حتى لا يعانون من ضعف السلوك الإيجابي، ويكون عن طريق دعم عملية تفاعل الطفل مع أقرانه واكتساب السلوكيات المرغوبة.
خامساََ: التعرض للتجارب السيئة
يعاني العديد من الأطفال من مشكلة الاضطرابات العاطفية وذلك بسبب التعرض للعديد من المواقف والتجارب السيئة في الطفولة مثل الإهانة أو العنف أو حتى الأهمال.
ويظهر آثار ذلك في تعاملات هؤلاء الأطفال والتي يغلب عليها السلوكيات السيئة.
دورات تدريبية مقدمة من منصة لبيب في مجال التربية والأسرة
تقدم منصة لبيب العديد من الدورات التدريبية التي تشجع على اكتساب العديد من السلوكيات الإيجابية للأطفال، وذلك من أجل المساعدة في تكوين أسرة ناجحة مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ومن أهم هذه الدورات ما يلي:
- مهارات ما قبل الكلام للأطفال.
- ما بعد تحفيز طفلي على الكلام.
- التأتأة عند الأطفال أسبابها وعلاجها تسجيل.
- التربية الحوارية للمراهقين.
- كيف احفر طفلي على الكلام.
- الدورة الشاملة في تربية الأطفال.
- العلاقة مع المراهق.
- لغات الحب الخمس.
- فن إدارة الغضب عند الأطفال.
- كيف تتعاملين مع الخيانة الزوجية.
- تأثير التكنولوجيا على الأطفال.
- سلوم الكذب عند الأطفال.
- ضغوط العمل وتربية الأبناء.
الخاتمة
تعد عملية الاهتمام بمشاعر الطفل أحد أهم الاستراتيجيات التي تدعم عملية اكتساب السلوكيات الإيجابية للأطفال، حيث أن ذلك يشجعهم على بناء علاقات صحية مع الآخرين وبالتالي يتم تعزيز عملية التفاعل الاجتماعي لديهم، هذا مع توفير بيئة آمنة مستقرة والاهتمام بالطفل وتقديم الدعم الكافي الذي يساعده على اكتساب المهارات التي تمكنه من اكتساب السلوكيات الإيجابية بعد ذلك، مما يجعله عضو نافع في المجتمع، هذا إلى جانب تشجيع الطفل على ابتكار الأفكار التي تساعده على حل المشكلات المختلفة إلى جانب دعم قدرته على التحليل، مع تدريبه على كيفية تحمل النقد البناء وتقبل آراء الآخرين.
الأسئلة الشائعة
كيف يعزز الأهل من السلوكيات الإيجابية للأطفال؟
يكون ذلك عن طريق التحفيز المستمر وكذلك المدح وتقديم الهدايا، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، ودعم ثقة الطفل بذاته، وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي، وتقديم مزيد من الحب والود لهم، تجنب استخدام الألفاظ المسيئة التي تهدم الطفل نفسياََ وعاطفياََ.
ما هي طرق التواصل بفاعلية مع الطفل؟
إظهار مزيد من الحب والاهتمام للطفل، والتحلي بالصبر والتفاهم أثناء التعامل معه، هذا بالإضافة إلى عدم إهمال مشاعر الطفل وأفكاره، حيث يجب إعطاء الطفل مساحة مناسبة يستطيع من خلالها التعبير عن آرائه وأفكاره، التواصل معه من خلال كلمات مفهومة وبسيطة.
ما هي أهم استراتيجيات توفير بيئة إيجابية للطفل؟
تعزيز العلاقات الاجتماعية والعائلية والحث على التواصل بفاعلية مع أفراد الأسرة، تقديم المكافأت والإشادة اللفظية، توفير بيئة مستقرة وآمنة للطفل يسودها الحب والتفاهم.
منذ سنة ٢٠١٤ كلما زادت مهاراتك زادت قيمتك .. فأَتْقن ماتُحب، موقع etadrees سابقاً