مكونات التفكير الإبداعي

Last Updated on ديسمبر 24, 2024 by منصة لبيب

الإبداع هو أحد القدرات التي يكتسبها الإنسان عن طريق التدريب والتعلم، والتي تعتمد على تقديم حلول جديدة للمشكلات لكن بصورة مبتكرة، مع تقديم أفكار جديدة تساهم في تغيير وجه النظر والخروج بحلول فعالة للمشكلات المختلفة، علمًا بأن الأصالة والمرونة من أهم مكونات التفكير الإبداعي الذي يبدأ بدراسة المشكلة ومن ثُم التفكير بها وتحليلها، ثم محاولة ابتكار حلول فعالة لها، ويشير الإبداع إلى قدرة الفرد على إنتاج رؤية جديدة ومبتكرة لاشياء كانت موجودة بالفعل على أرض الواقع، حيث يخرج بها الشخص المبدع عن المألوف والصور التقليدية التي تكون عليها. 

مفهوم التفكير الإبداعي 

ينطلق التفكير الإبداعي من العقل،  وهو عبارة عن محاولة يقوم خلالها الفرد بإنتاج أفكار جديدة ومبتكرة، حيث تتطلب هذه العملية التفكير خارج الصندوق عن طريق النظر إلى الأشياء بنظرة جديدة تساعد الأفراد على مواجهة التحديات وابتكار طرق جديدة لحل المشكلات. 

علمًا بأن التفكير الإبداعي وسيلة هامة من أجل إنجاز المهام بكفاءة عالية، نظراََ لأنه يعطيهم فرصة جيدة من أجل الخروج من الحيز التقليدي، الأمر الذي يساهم في تحقيق أهداف العمل ورفع معدل الاستثمار وكذلك زيادة الإنتاجية. 

لكن لابد أن تكون الأفكار الإبداعية مستندة لاشياء واقعية ومنطقية حتى لا تبدو خيالية وغير صالحة للتنفيذ على أرض الواقع. 

كما أن التفكير الإبداعي عبارة عن مهارة قائمة بذاتها ويمكن تطويرها عن طريق التعليم المستمر والتدريب على التفكير بطريقة مختلفة خاصة أنه تفكير ذهني مركب يهدف إلى إيجاد حلول فعالة وبعيدة عن الطرق التقليدية. 

 مكونات التفكير الإبداعي

يتكون التفكير الإبداعي من عدة عناصر هامة، وهي على النحو التالي:

أولاََ: الطلاقة 

هي امتلاك الشخص المبدع كمية مناسبة من الأفكار الإبداعية، واستخدامها بالشكل المناسب في المواقف المختلفة، إلى جانب القدرة على إطلاق عدد كبير من الأفكار المبتكرة في وقت محدود، مع الحرص على أن تكون جدية وبعيدة عن الأفكار العشوائية الغير واقعية في جميع الأحيان. 

علما بأن هناك مجموعة من الأسس التي يتم وفقاََ لَها قياس عنصر الطلاقة في عملية التفكير الإبداعي وهي القدرة على توفير عدد معين من الأفكار التي ترتبط مع بعضها البعض وتخدم موضوع واحد، بالإضافة إلى القدرة على تصنيف الأفكار وتقديم حلول سريعة. 

ثانياََ: الأصالة 

تعد الأصالة من أهم مكونات التفكير الإبداعي، حيث أنها تتطلب ابتكار أفكار إبداعية متميزة لم يصل إليها أحد من قبل. 

وتتميز بكونها قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وليست خيالية بالإضافة إلى أن تكون انفراد للشخص المبدع، وتشير إلى الجودة وليس الكم. 

ثالثاََ: المرونة 

تتميز الأفكار الإبداعية بكونها قابلة للتغيير والتطوير وفقاََ للمتطلبات التي تظهر بشكل مستمر في الحياة الشخصية والمهنية والظروف المحيطة، وهي تشير إلى الجانب النوعي منه.

علما بأن المرونة تعني قدرة الشخص المبدع على تغيير أفكاره حتى تتناسب مع المواقف المختلفة، ويمكن أن تكون بشكل تلقائي في المواقف المختلفة، أو تكون تكميلية، حيث أنها تنطلق وفقاََ لموقف معين ولحل مشكلة معينة. 

مهارات التفكير الإبداعي 

يمتلك التفكير الإبداعي مجموعة من المهارات الهامة، وهي على النحو التالي:

1.مهارة حل المشكلات 

تعد مهارة حل المشكلات من أهم المهارات اللازمة في عملية التفكير الإبداعي، حيث أن أصحاب العمل دائما ما يبحثون عن أشخاص قادرون على إيجاد حلول مبتكرة وفعالة للمشكلات المختلفة التي تظهر في بيئة العمل بشكل مستمر. 

لذلك لابد من امتلاك هذه المهارة مع الحرص على توضيح كيف يتعامل الشخص عند التعرض لمشكلة ما حتى يصنف ضمن قائمة الأشخاص المبدعين. 

2. مهارة التواصل 

تعتبر المرونة من أبرز مكونات الإبداعي نظراََ لأنها تساعد الشخص المبدع على التكيف مع الظروف وتغيير الحلول على حسب الموقف، لكن ذلك يتطلب أيضاََ مهارة التواصل التي تساعده على توصيل أفكاره الإبداعية لمن حوله. 

لذلك لابد أن يكون متحدث جيد حتى يستطيع توصيل أفكاره لجميع المهتمين بالحلول المقترحة، ويكون ذلك كتابياََ أو شفوياََ. 

3. مهارة التنظيم 

يجب أن تكون عملية التفكير الإبداعي ضمن إطار منظم على الرغم من أنها تتم بطريقة عشوائية و فوضوية في معظم الأحيان، لكن لابد من الحرص على حسن تنظيم الأفكار وترتيبها حتي يستطيع الفرد تنفيذها على أرض الواقع و توصيلها لمن حوله بطريقة سلسة ومفهومة. 

4. مهارة الانفتاح 

لابد أن يمتلك الشخص عقل منفتح حتى يستطيع ابتكار أفكار إبداعية، وذلك عن طريق الإطلاع على الأمور المختلفة من حوله وتجنب عملية التحيز لأن هذا الأمر يساعد في عملية التفكير الإبداعي المثمر. 

5. مهارة التفكير التحليلي 

تعتبر الاصالة من أهم مكونات التفكير الإبداعي، وهي القدرة على ابتكار أفكار لم يصل إليها أحد من قبل، وهذا الأمر يتطلب القدرة على فهم المشكلة ومعرفة أبعادها وتفاصيلها، وهو ما يعرف باسم امتلاك مهارة التفكير التحليلي، وذلك من أجل الوصول إلى حلول فعالة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع. 

خطوات التفكير الإبداعي 

تمر عملية التفكير الإبداعي بعدة مراحل هامة وهي على النحو التالي:

أولاََ: التحضير 

هذه المرحلة تتطلب مهارة التفكير التحليلي، حيث يتم خلالها فحص المشكلة وتحديد أهم جوانبها وأبعادها، وجمع المعلومات عنها، بالإضافة إلى تحديد المهارات اللازمة لحل هذه المشكلة. 

ثانياََ: الاحتضان

هذه المرحلة تنطوي على أهمية كبيرة في عملية التفكير الإبداعي حيث أنها تساعد العقل على الاحتفاظ بالأفكار الجيدة والمثمرة، وتجنب الحلول والأفكار الغير واقعية التي لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع، بالإضافة إلى الأفكار التي تحتوي على العديد من الأخطاء. 

ثالثاََ: ولادة الأفكار 

هنا يبدأ الشخص المبدع بمرحلة إطلاق الأفكار الإبداعية المثمرة وهي تعرف باسم مرحلة الإشراق، حيث يصل العقل بها إلى قمة الإبداع وتخرج الأفكار بطريقة سلسة وبدون أي مقدمات. 

رابعاََ: التحقق 

هذه مرحلة فرز الأفكار واختيار الجيد منها، بالإضافة إلى محاولة اختبار الأفكار الصالحة لحل المشكلات ومحاولة تنفيذها على أرض الواقع مع إجراء التعديلات إذا لزم الأمر. 

أهمية التفكير الإبداعي 

تنطوي عملية التفكير الإبداعي على أهمية كبيرة والتي تتمثل فيما يأتي:

• يساعد على الوصول إلى الأهداف المنشودة في بيئة العمل وتحسين الترابط الاجتماعي بين الأفراد من خلال المشاركة في توليد الأفكار المثمرة والإبداعية. 
• يحفز الشخص على التخلص من القلق والتوتر الذي يصيبه خاصة عندما يصاب بالاكتئاب بسبب اتباع نظام روتيني يُشعره بالملل. 
• يساعد على زيادة معدل الإنتاج من خلال ابتكار أفكار جديدة تساعد في التخلص من معوقات العملية الإنتاجية. 
• يدعم شجاعة الأشخاص في اتخاذ القرارات الصعبة والمهمة في الأوقات المناسبة. 
• يوفر الوعي الذاتي، ويشجع على التفكير بشكل مختلف عن الآخرين. 
• هذا بالإضافة إلى تحفيز الفرد على اكتشاف ذاته وقدراته، وإنتاج أفكار تتميز بالأصالة التي تعد من أهم مكونات التفكير الإبداعي.
• دعم ثقة الشخص بذاته وقراراته، والتشجيع على العمل ضمن فريق. 

دورات تدريبية مقدمة من منصة لبيب في مجال تطوير الذات 

 

تقدم منصة لبيب عدد من الدورات التدريبية التي تساعد الأفراد على فهم مكونات التفكير الإبداعي، بالإضافة إلى امتلاك العديد من المهارات التي تساهم في تطوير الذات في مختلف المجالات، ومن أهم هذه الدورات ما يلي:

1. المهارات الصوتية للإقناع والتأثير. 
2. التحرر من المشاعر السلبية. 
3. التخطيط الاستراتيجي الشخصي. 
4. استخدام التفكير الإبداعي في إدارة الأولويات. 
5. النقلة النوعية. 
6. عاداتي اليومية ونمو العقلية. 
7. مقدمة في التخطيط الشخصي. 
8.  الأنماط وفق بوصلة الشخصية. 
9. تناغم مع الذات. 
10. تحدث كمحترف. 
11.  كيف تتواصل بفاعلية. 
12. جدارات المدرب المايسترو. 
13. رباعيات بناء الشخصية الريادية. 
14. فن التواصل الفعال. 
15. فن إدارة الضغوط في الحياة والعمل. 
16. فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم. 
17. الصيدلية المنزلية. 
18. الاتصال الفعال. 
19. كيف نتعامل مع أنفسنا. 
20. كيف تتخلص من ضغوط الحياة. 
21. أساليب القيادة الشخصية. 
22. كيف تتخلص من الافكار السلبية. 
23. مقدمة في العمل التطوعي.

الخاتمة 

المرونة من أبرز مكونات التفكير الإبداعي الهامة حيث أنها تساعد على حسن التكيف مع التغيرات المختلفة التي تُفرضها الظروف المحيطة، علما بأن التفكير الإبداعي هو عملية تساهم في زيادة الثقة بالنفس وتقبل الآخرين بالإضافة إلى الشجاعة في اتخاذ القرارات الهامة، لكن في بعض الأحيان تعيق عملية التقليد الأعمى وكذلك التفكير التقليدي أو النمطي هذه العملية، لذلك لابد من عدم التسرع والعمل على فهم جميع جوانب المشكلة بالإضافة إلى تجهيز حلول بديلة في حال فشل الحلول الأساسية المقترحة. 

الأسئلة الشائعة

ما هي معوقات التفكير الإبداعي؟

معوقات اجتماعية مثل الاضطرابات والعنف، معوقات شخصية مثل عدم الثقة بالنفس و التسرع والغضب الشديد، بالإضافة إلى معوقات أسرية مثل أسلوب التنشئة وكذلك اختلاف المستوى التعليمي بين الأفراد، بالإضافة إلى المعوقات الثقافية مثل الضغوط المجتمعية والتي تتمثل في العادات والتقاليد.

ما هي أهم مجالات التفكير الإبداعي؟

الإبداع الفني مثل تصميم الشعارات والإعلانات وغيرها، الإبداع في استخدام التكنولوجيا الحديثة، الإبداع في مجال الأدب والأعمال الكتابية، وكذلك الإبداع في حل المشكلات مثل ابتكار أفكار جديدة لحسن استهلاك منتج معين أو خفض تكلفة شيء معين.

كيف يمكن تطوير التفكير الإبداعي؟

التعلم المستمر مع تطوير المناهج الدراسية، بالإضافة إلى تشجيع جميع الأفراد في مختلف المجالات على عملية التفكير الإبداعي، خلق نوع على المنافسة الصحية بين الأفراد وتقديم المكافآت التشجيعية على التميز، بالإضافة إلى الممارسة والتدريب المستمر على إنتاج الأفكار المبتكرة. التعلم المستمر مع تطوير المناهج الدراسية، بالإضافة إلى تشجيع جميع الأفراد في مختلف المجالات على عملية التفكير الإبداعي، خلق نوع على المنافسة الصحية بين الأفراد وتقديم المكافآت التشجيعية على التميز، بالإضافة إلى الممارسة والتدريب المستمر على إنتاج الأفكار المبتكرة.